المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعجاز العلمى فى القران والسنة


مسك الليل
2010-06-06, 06:50 PM
العداوة بين المسيحيين



(1) قال الله تبارك و[size="1"] تعالى في الآية السابعة و الثلاثين من سورة مريم ( فأختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) .

(2) و قال تبارك و تعالى في الآية الرابعة عشرة من سورة المائدة ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مم به فأغرينا بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة و سوف ينبئهم بما كانوا يصنعون ).



التفـسـيـر :

تبين الآية الأولى أن المسيحيين انقسموا أحزاباً . بعض هذه الأحزاب على حق و بعضها الآخر على ضلال .

و تبين الآية الثانية شيئين .

أولهما : أن فريقاً من المسيحيين قد نسي كثيراً من تعاليم دينهم مما كان سبباً في أن أصبح بعضهم لبعض عدواً .

و ثانيها : أن هذه العداوة لن تزول ولكنها ستستمر حتى يرث الله الأرض و من عليها .

تطابق الحقائق :

و لكي ترى مبلغ تطابق هاتين الآيتين و حقائق التاريخ يجب علينا أن نتبع سيرة المسيحية من بدء ظهورها حتى الآن و سنجد حينئذ أن هذا التاريخ يجب علينا أن نتبع سيرة المسيحية من بدء ظهورها حتى الآن و سنجد حينئذ أن هذا التاريخ لم يحد يوماً عن منطوق هاتين الآيتين بل سار على نهجهما و ترسم خطاهما فقد بدأت النصرانية في فلسطين و احتكت أول الأمر باليهودية التي اضطهدت دعاتها فرحل بعضهم إلى الإسكندرية ورحل آخرون إلى روما ؟ و قد أخذت المسيحية تنتشر في الإمبراطورية الرومانية انتشاراً سريعاً و أخذ الأباطرة في بادئ الأمر يضطهدون معتنقيها لأنها بدعوتها إلى عبادة الله كانت تحرم الرق الذي كان عماد النظام الاقتصادي الروماني ن و كذلك كانت تدعو إلى المساواة في مجتمع ساده نظام الطبقات و الإغريق في طلب الثروة و الجاه ، و لكن الاضطهاد لم يزد المسيحيين إلا انتشاراً و قوة حتى أصبح عدد المسيحيين أكثر من الوثنيين فجعلها ( قسطنطين ) دين الدولة الرسمي ، و لما تولى

( ثيودوسيوس ) أخذ يحارب الوثنية فأغلق معابدها و جعل الناس يعمدّون قسراً ، و مع ذلك فلم يلبث المسيحيون أن انقسموا فرقاً اشتد الخلاف بينها اشتداداً صحبه اضطراب في الأمن مما اضطر الأباطرة إلى التدخل بينها و مناصرة بعضها عل البعض الآخر .

انقسموا إلى ثلاثة فرق : الملكانية و النسطورية و اليعاقبة .

و الملكانيون هم اتباع أريوس الذي قال بأن المسيح مخلوق و ليس مولوداً من الأب و لذا لا يساويه في الجوهر .أما النسطوريون و هم أتباع نطور فقد قالوا عن للمسيح طبيعتين إحدهما إلهية و الثانية بشرية ، فهو بالأولى ابن الله و بالثانية ابن مريم ، وإلى ذلك يشير القرآن بقوله ( و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) .

و يعني القرآن الكريم بهذا أنهم قلدوا الديانات الوثنية القديمة في هذه العقيدة مثل

( الزردشتية و البراهمية و الهندستانية و البوذية و الرومانية و المصرية ) ، وهب الديانات التي تحوي قصة المخلص المولود من عذراء .

فقد كان المصريين يعتقدون أن ( حوريس ) ولد من الإله الأعظم ( أوزوريس ) و العذراء ( ايزس ) . كما أن الرومان كانوا يعتقدون أن الإله ( جوبيتر) أنجب

( بريسيوس ) من العذراء ( داناي ) و أنجب ( ديونيسيس ) من العذراء ( سيميل ) و أنجب (هرقل ) من العذراء ( ألكمين ) . أما في الهند فقد ولد كيرشنا في كهف بينما كانت أمه العذراء و خطيبها هاربين من غضب الملك .

و قد بلغ من تأثر المسيحية بالديانات المجوسية في هذه العقيدة أن تاريخ ولادة المسيح غير مراراً إلى إن استقر يوم 25 ديسمبر وهو اليوم الذي كان المصريون يحتفلون فيه بمولد مخلصهم (حورس ) ن و هو نفس اليوم الذي كان الفرس يحتفلون فيه بميلاد (متزا) ، كما كان هذا اليوم أحد الأعياد الدينية المماثلة في الدولة الرومانية .

و تخالف الكنيسة الشرقية الكنيسة الغربية في ذلك فتجعل يوم ميلاد المسيح اليوم السابع من يناير .

أما الحزب الثالثة وهو حزب اليعاقبة فيعتقدون أن المسيح هو الله نزل إلى الأرض ، و إلى ذلك يشير القرآن الكريم في سورة المائدة بالآية التاسعة عشرة التي تقول ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) .

و ليت الأمر اقتصر على هذا الانقسام ، بل أن الخلاف أخذ يزداد اتساعا ًو تعدداً كلما تقدمت الأيام ، ففي القرن الحادي عشر انقسمت الكنيسة إلى فرعين : الكنيسة الغربية و الكنيسة الشرقية ثم أخذ الخلاف يتسع و يتشعب و أخذت الفرق تتوالد فتنشأ منها فرق جديدة و أحزاب جديدة رغماً من الجهود العديدة التي بذلت لتوحيد الكنيسة . أسباب الانقسام :