المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعجاز العلمى فى القران والسنة اليهود و التحالف مع الأقوى


مسك الليل
2010-06-06, 07:00 PM
قال تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس و بآؤوا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون )[سورة آل عمران : 112].

ضربت عليهم الذلة أي اليهود ، أينما ثقفوا إلا أي أينما وجدوا ، إلا بحبل من الله و حبل من الناس ، أكثر المفسرين فسرها بعهد الله و عهد الناس .

أخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم من طريقين عن ابن عباس {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} قال: بعهد من الله وعهد من الناس .

و لقد عدت كتاب لسان العرب فوجت أن من معاني الحبل هو العهد و الوصل و السبب .

و باعتقادي أن معنى الحبل في هذه الآية هو بمعنى السبب أن اليهود ضربت عليهم الذلة أينما وجودا إلا بسبب من الله و هو أتباعهم الوحي و الهدي النبوي عندما أتبعوا سيدنا موسى عليه السلام فأعزهم الله بعدما كانوا أذلة ، أو سبب من الناس من خلال تملق الأقوياء و التحالف معهم و جلهم أدالة ووسيلة تحقيق أهدافهم .

و هذا ما يصدقه الواقع و التاريخ فاليهود قوم انتهازيين وصوليين ، يتملقون الأقوياء و يتحالفون معهم من أجل خدمة أهدافهم .

فحين ظهر قورش الفارسي في بلاد فارس ، و أصبح قوة جبروت ساعده اليهود و اعتبروه مخلصاً ربانياً لهم ، بل وصفوه بالمسيح المنتظر ، و جاء في سفر أشعيا ( هكذا يقول الرب لمسيحه ، لقورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً ، وأحل أحزمة ملوك ، لأفتح أمامه المصراعين ، فلا تغلق الأبواب ، إنني أمشي أمامك ، و أمهد الهضاب ، و أحطم مصراغي النحاس ، و أكسر مزاليج الحديد ، و أعطيك مكنونات الكنوز و ذخائر المخابئ ، حتى تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك ، لقبتك و أنت لا تعرفني ) .

و قد قدم قورش هذا وعداً لليهود بالعودة إلى فلسطين ، على نفس الطريقة التي صدر بها وعد بلفور .

و عندما كانت العلاقات بين الكلادانيين و المصريين متوترة ، و مرشحة للاصطدام ، قدر اليهود أن النصر سيكون حليف المصريين ، لذلك سارعوا للتحالف معهم ، و خالفهم في ذلك النبي " أرميا الكاهن " فقد كان أعتقاده أن النصر سكون من نصيب بختنصر و جيشه .

و لما أنتصر جيش بختنصر ، أقتحم بختنصر القدس و ساق اليهود أسرى إلى بابل ، و قدر للنبي " أرميا " موقفه فترك له الحرية في البقاء أو الهجرة .

و حين برز المسلمون قوة عالمية سارع اليهود للتحالف معهم و كسب ودهم ،بل راحوا يتجسسون لهم على الروم و غيرهم .

و في الأندلس استقبلوا المسلمين ، فلما خرجوا منها كانوا معهم ، واستقروا في أقطار المغرب و تركيا ، فلما أفل نجم المسلمين ، راحوا يتجسسون عليهم لمصلحة الاستعمار الغربي ، بل راحوا يغرونه بالغزو .

و حين سطع نجم هولاكوا في المشرق كاتبه يهود بغداد ، و حالفوه ، و قدموا له المال والمشورة ، قبل أن يصل إلى بغداد ، فلما دخلها و قتل الخليفة و مليوناً من المسلمين سلم اليهود ، فلم يقتل منهم أحد ، كما سلمت أموالهم من النهب و السلب و في العصر الحديث ابتدأ رهانهم على فرنسا فحالفوها ، و راحوا يتعلمون الفرنسية ، و يعلمون في خدمة النفوذ الفرنسي، فلما برزت إنكلترا قوة جديدة ، تحولوا إليها و ربطوا مصيرهم بها ، و راحوا يغرون الإنكليز باستعمار فلسطين و غيرها ، و اتخذوا من " لندن " مقراً لحركتهم و نشاطهم ، فلما توحدت ألمانيا و برزت قوة سياسية ، تركوا لندن ، توجهوا إلى برلين ، وقام بعضهم بترجمة التوراة للألمانية ، كما راحوا يتعلمون الألمانية ، و يعقدون المؤتمرات هناك ، و يكتبون بالألمانية كافة القرارات ، و بقي الحال هكذا حتى بعد ظهور هتلر ، حيث ظلوا على صلة به ، يحاولون استثمار كرهه للمساعدة في الهجرة إلى فلسطين .

في كتاب الصهيونية في زمن الدكتاتورية " لكاتبه اليهودي ليني برينر " و الذي قام بترجمته و التقديم له د. محجوب عمر و أصدرته :" مؤسسة البحوث العربية " قد كشف المؤلف عن وثيقة باسم " أنقرة " و فيها أدلة على اتصال الإرهابي " شتيرن " صاحب العصابة التي حملت اسمه ، و قد قام بالاتصال أولاً بالفاشيين الإيطاليين ثم جانبهم ، بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل ، وكان هذا عام 1940 حين كان نجم " المحور " في صعود و انتصاراتهم تدوي في العالم ، و خسارتهم للحرب تبدوا بعيدة جداً .

ففي عام 1940 م جرى اتصال بيهودي يعمل مع الشرطة البريطانية في القدس و كان عميلاً " لموسليني " ، و كان الاتفاق يقضي بأن يعترف ( موسليني ) بدولة عبرية في فلسطين ، وفي مقابل ذلك يحارب اليهود إلي جانب المحور .

و لم يكتف " شتيرن " بهذا الاتصال ، فأراد أن يكون مع الألمان و بشكل مباشر ، لذا أرسل " نفتالي لونستيك " إلى بيروت ( و كانت بحكم حكومة " فيشي" التي أقامتها المحور في فرنسا ) .

و في كانون الثاني 1941 م قابل " لونستيك" الألماني " رودلف روزين و أوتوفرن " الذي كان مسؤلاً عن الإدارة الشرقية في الخارجية الألمانية . إن تاريخ الوثيقة هو 11كانون الثاني 1941 م ، و كانت جمعة " شتيرن " لا يزالون يعتبرون أنفسهم " الأرجون الحقيقي " . ولم يتبنوا اسم " المقاتلين من أجل الحرية " إلا فيما بعد ، ( حيث حصل الانشقاق ) و في الوثيقة قالت مجموعة " شتيرن " للنازيين : إن جلاء اليهود عن أوروبا هو شرط مسبق لحل المسألة اليهودية ، و هذا لا يمكن إلا من خلال إقامة الدولة اليهودية و في حدودها التاريخية ، وإن المصالح المشتركة يمكن أن تكون في إقامة نظام جديد في اوروبا ، متسق مع المفهوم الألماني و الطموحات القومية للشعب اليهودي ، كما تجسدها المنظمة العسكرية القومية ، و إن التعاون بين ألمانيا الجديدة و بين عبرانية شعبية متجددة ممكن ، كما أن إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية شمولية ، و مرتبط بمعادة مع الريخ الألمانية ، ستكون في مصلحة الحفاظ على موقع نفوذ ألماني مستقبلي في الشرق الأوسط و تقويته . و انطلاقاً من هذه الطموحات القومية المذكورة و الخاصة بحركة الحرية الإسرائيلية من جانب الرايخ الثالث ( هتلر) ، تعرض أن تشارك بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا ) .

و الغريب أن " شتيرن " و يشاركه آخرون يشعرون بأن الصهاينة هم الذي خانوا المحور و ليس العكس .

و يوم أن قام هتلر بإغلاق النوادي اليهودية ، ومصادرة صحفها ، استثنى الصحف الصهيونية ، حيث استمرت على الكتابة و النشر ، و هذه الصلة صارت البحث فيها ، من المحرمات و من يبحث فلن يجد داراً تنشر له ، لأن سيف الإرهاب الصهيوني مسلط فوق الرؤوس في الغرب .

ثم تحولوا بعد ذلك إلى لندن و حالفوا الإنكليز ، و بعد الحرب العالمية الثانية أدركوا أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا ، فتوجهوا إلى هناك ، رامين بثقلهم المالي و الإعلامي و التنظيمي .

و غداً إذا ما شعروا بان روسيا أو الصين مرشحة للصعود ، فسيسارعون للتحالف معها ، طلباً للمغنم ، وليس إيماناً بالصداقة .

المصدر :

اليهود و التحالف مع الأقوى تأليف نعمان عبد الرزاق السامرائي