6- 
معرفة مقدار الناس 
 
فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، 
فللعالم حق ، وللكبير تقديره ، وللشيخ توقيره ، 
ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه 
ولا الأحمق ولا من لا يُعرف . 
 
وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز : 
( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب المروءة ) . 
 
وقال سعد بن أبي وقاص : 
" اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء " 
 
 
 
7- 
أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام 
 
قال صلى الله عليه وسلم : 
( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) 
صحيح الجامع 7312 
 
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 
( من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) . 
 
فإياك إياك المزاح 
فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا 
 
ويُذهب ماء الوجه 
بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً 
 
 
 
8- 
ألا يكون فيه غيبة 
 
وهذا مرض خبيث ، ويزين لدى البعض أنه يحكي 
ويقال بطريقة المزاح ، وإلا فإنه داخل في حديث 
النبي صلى الله عليه وسلم : 
( ذكرك أخاك بما يكره ) 
رواه مسلم . 
 
9- 
اختيار الأوقات المناسبة للمزاح 
 
كأن تكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، 
أو عند ملاقاة صديق ، تتبسط معه بنكتة لطيفة ، 
أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل المودة على قلبه 
والسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية 
ويغضب أحد الزوجين ، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة 
وتعيد المياه إلى مجاريها . 
 
 
 
أيها المسلم 
 
قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله 
المزاح هجنة أي مستنكر ! 
فأجابه قائلاً 
" بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه " 
 
والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها 
وطرد السأم من حياتها ، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح 
والضحك والمزاح فأصبح شغل مجالسها وسمرها ، فتضيع الأوقات ، 
وتفنى الأعمار ، وتمتلئ الصحف بالهزل واللعب . 
 
قال صلى الله عليه وسلم 
( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) 
قال في فتح الباري 
( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة ) 
 
وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في 
حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز 
وجل بجد وثبات ، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين ، 
قال بلال بن سعد : 
( أدركتهم يشتدون بين الأغراض ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان 
الليل كانوا رهباناً ) 
 
وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما : 
" هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون " 
قال : 
نعم ، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال . 
 
فعليك بأمثال هؤلاء فرسان النهار ، رهبان الليل . 
 
جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر 
ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم : 
( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) 
		 
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
		
	 |