عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-16, 07:10 PM   #1
BLOODY ROAR
دكتور رابد
 
الصورة الرمزية BLOODY ROAR
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ليبيا
المشاركات: 6,993
معدل تقييم المستوى: 21
BLOODY ROAR على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي هل ينجح أوباما بمحوه من ذاكرة العالم ؟





جوانتانامو اسم يرادف المعاناة، التعذيب، الألم، الوحشية، المهانة، والذل باختصار هو مرادف لكل ما هو بشع، من يخرج منه ربما يكون حياً ولكن تصاحبه للأبد عاهات مستديمة وألام جسدية ونفسية رهيبة من الصعب أن تمحى من الذاكرة، ومن يمت ربما يكون قد استراح مما عاناه.

وجوانتانامو هو معتقل أمريكي اشتهر بوقوفه خارج منطقة الحقوق الإنسانية كافة، يذوق فيه المعتقلون كافة أنواع العذاب مع أبشع الوسائل لانتزاع الاعترافات، وفي خطوة حازمة تتسم بالكثير من التحدي قرر الرئيس الحالي باراك اوباما أن يتم إغلاق هذا المعتقل نهائياً مع حلول يناير 2010 ، فهل ينجح؟


تاريخ المعتقل
يقع معتقل جوانتانامو في خليج جوانتانامو جنوب شرق كوبا على بعد 90 ميل من ولاية فلوريدا الأمريكية، وهو عبارة عن خليج صغير يتبع الدولة فعلياً ولكن رسمياً هو خاضع للإدارة الأمريكية والتي قامت باستئجاره منذ 1902 عقب توقيع توماس إسترادا أول رئيس لكوبا اتفاقية للتنازل عن بعض الأراضي الكوبية وأهمها خليج جوانتانامو للحكومة الأمريكية.




معتقل بجوانتانامو

المعتقل مرتبط بتاريخ كوبا والتي تم اكتشافها على يد المستكشف كريستوفر كولومبس عام 1492 ثم بدأ الاحتلال والاستيطان الاسباني لها منذ عام 1511، ونظراً لكثرة ثرواتها انطلقت كوبا سريعاً لتصبح واحدة من أغنى المستعمرات الاسبانية، وخلال فترة الاستعمار الأسباني لها وقفت الولايات المتحدة بعين المترصد تنتهز أي فرصة لتفرض سيطرتها عليها وذلك لموقعها الجغرافي المتميز والموارد الاقتصادية الغنية التي تتمتع بها، حتى أن استثمارات الولايات المتحدة في كوبا عام 1895 بلغ حوالي 50 مليون بيسو، وقد عرضت أمريكا على أسبانيا أكثر من مرة شراء كوبا منها، إلا أن العرض الأمريكي قوبل بالرفض.

في عام 1898 وجدت أمريكا الفرصة سانحة لكي تتدخل وتضع يدها على الأراضي الكوبية، وساعدها في ذلك حالة الاضطراب وزيادة الثورات بين الكوبيون المطالبين بالاستقلال عن أسبانيا، وبالفعل أرسلت الولايات المتحدة أسطولها وجنودها إلى كوبا وتم تحريرها من الأسبان في العاشر من ديسمبر 1898، لتحل أمريكا محلهم وتحتل كوبا عسكرياً بعد ثلاثة عقود من الاحتلال الأسباني والثورات، وتنتقل كوبا إلى نوع أخر من الاحتلال.

تمكن الكوبيون من إقامة دولتهم "جمهورية كوبا" عام 1902 بعد أن فرضت الولايات المتحدة شروطها التي تضمنها قانون "بلات" والتي أضطر الكوبيون الامتثال لها، من اجل تحرير بلادهم و إلا سوف تظل كوبا تحت الاحتلال العسكري الأمريكي، وكان من ضمن البنود التي نصت عليها الاتفاقية حينئذ قيام كوبا بالتنازل عن جزء من أراضيها من أجل إقامة قواعد بحرية عليها وتصنيع الفحم بها.

ومن هنا أصبح للولايات المتحدة الأمريكية بداية من عام 1902 الحق في الانتفاع بخليج جوانتانامو وإقامة قاعدة بحرية عليه مقابل دفع ألفين بيسو سنوياً كإيجار لكوبا، ووقع على هذه الاتفاقية أول رئيس لكوبا توماس استرادا بالما.
وإلى الآن مازالت الولايات المتحدة تدفع هذا المبلغ على الرغم من رفض كوبا استلامه منذ انتصار الثورة الكوبية، وذلك رفضاً للسيطرة الامريكية على جوانتانامو.

مما قاله الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن قاعدة جوانتانامو موجهاً كلامه للحكومة الأمريكية" هذه القاعدة تحت سيطرتكم ضد رغبة شعبنا ، إنما هي خنجرُ طُعِنَ في قلب الأراضي الكوبية" .




لماذا جوانتانامو؟

يعد خليج جوانتانامو هو واحد من أعمق وأهم الخلجان بكوبا، يتميز بعدد من الخصائص الطبيعة فهو عميق وآمن ويسع لدخول العبارات العملاقة، إلى جانب أهميته الجغرافية والإستراتيجية، وكونه مناسب من أجل إقامة قاعدة عسكرية عليه، وتأمين سيطرة الولايات المتحدة على منطقة الكاريبي.

وعلى مدار التاريخ شهد خليج جوانتانامو العديد من الأحداث ولكونه قاعدة عسكرية بحرية لأمريكا فخرجت منه القوات الأمريكية مراراً أما لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة أو لغزو دول أخرى مثل هايتي والدومينيكان، كما كان مركزاً للعديد من العمليات العسكرية الأخرى، وعرف جوانتانامو أيضاً كمأوى لعدد من كبار المجرمين والقراصنة، ثم جاء استخدامه كمعتقل ليضيف على تاريخ جوانتانامو فصلاً جديداً أكثر بشاعة.

معتقل الرعب





مظاهرات عالمية تحتج على جوانتانامو




برز اسم جوانتانامو كمعتقل عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 حيث قرر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من خلال ما اسماه حرباً ضد الإرهاب، استخدام جوانتانامو كمعتقل للمتهبين بارتكاب أفعال إرهابية أو لصلتهم بالإرهاب، ولا تتضمن القواعد المطبقة في هذا المعتقل ضمن طياتها أياً من قوانين حقوق الإنسان، حيث يخضع المعتقلين فيه لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ولا يحق لهم طلب المساعدة القانونية، كما لا حق لهم في محاكمة عادلة، ولا يسمح بدخول أي محامي للمتهمين أو أي شخص من ممثلي المنظمات الإنسانية بالأمم المتحدة.

وقد طالبت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان، منها منظمة العفو الدولية، أكثر من مرة بإغلاق هذا المعتقل نظراً للسياسة الغير آدمية والتي تنتهج في معاملة المعتقلين، وأعلنت استنكارها لما يحدث به ومعتبره إياه وصمة عار.

كما ناشدت منظمة الصليب الأحمر الدولي السلطات الأمريكية أثناء إدارة الرئيس السابق بوش بتوضيح الوضع القانوني لمئات من الأسرى المحتجزين في القاعدة دون توجيه أي اتهامات إليهم.

أوباما : جوانتانامو انتكاسة

عقب توليه الرئاسة الأمريكية في يناير الماضي اتخذ أوباما قراره الحاسم بغلق جوانتانامو في إطار خطته نحو التغيير، هذا القرار الذي اتسم بالكثير من الحزم والتصميم مع الكثير من التحدي، وقد وصف أوباما جوانتانامو قائلاً " أن معتقل جوانتانامو يشكل انتكاسة لسيادة القانون داخلياً ويعتبر بمثابة شبهة أخلاقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج"
وبعد يومين فقط من توليه الرئاسة في يناير الماضي وقع أوباما قراراً ينص على وقف المحاكمات العسكرية لمعتقلي جوانتانامو وإغلاقه قبل حلول يناير 2010.

كما سوف يتم إعطاء الحق للمعتقلين بتغيير محاميهم والذين كانت المحاكم العسكرية هي التي تختارهم، بالإضافة إلى أن المحاكم العسكرية لن تعتمد في جلساتها مستقبلا على الاعترافات والأدلة التي تم جمعها عن طريق التعذيب والإساءة للمعتقلين، وسوف يقوم المسئولون بمراجعة قضايا أكثر من مائتي معتقل ما زالوا في جوانتانامو، وذلك للفصل فيمن يمكن تحويله للمحاكمة، ومن يمكن إطلاق سراحه، بالإضافة لتحديد الجهة التي ستقوم بمحاكمة المعتقلين هل هي محاكم فيدرالية أم عسكرية.
وقد اتخذ أوباما مؤخراً قرار بوقف نشر صور توثق الانتهاكات والتعذيب التي تعرض لها المعتقلون على يد المحققين الأمريكيين في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش والتي تم السماح بنشرها بعد قرار قضائي أمريكي، قائلاً أنها تزيد العداء لأمريكا وتعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، كما أنها تضر بالأمن القومي.

__________________
BLOODY ROAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس