عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-11, 01:06 PM   #2
عبسي الحمديني
مبرمج المستحيل
 
الصورة الرمزية عبسي الحمديني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,923
معدل تقييم المستوى: 18
عبسي الحمديني على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ونبيّك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى، وإن ها هنا مسألةً هامَّةً هامَّةً هامَّةً، ألا وإنها تقع من بعض الناس الجاهلين، يوجد بعض الناس يصوم ولكنه لا يصلّي، يزكِّي ولكنه لا يصلّي، يعتمرُ ولكنه لا يصلّي، يتصدّق ولكنه لا يصلّي .
وإني أقول لهذا الرجل: إن صومك غير مقبول، وصدقتك غير مقبولة، وعمرتك غير مقبولة، وعملك مردود عليك، لو صمت الليل والنهار وتصدَّقت بكل مالك واعتمرت عدَّة مرات فإن الله لا يقبله منك حتى تعود إلى دينك بالصلاة؛ لأن الإنسان الذي لا يصلّي كافرٌ خارجٌ عن الإسلام، لا يقبل الله منه زكاةً، ولا صومًا، ولا حجًّا ولا عمرةً؛ لأن الله يقول في الكافرين: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً﴾[الفرقان:23]، ويقول: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة:54] .
وقد دلَّت أدلة الكتاب والسنَّة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح على أن تارك الصلاة كافرٌ كفرًا أكبر مخرجًا عن الملّة، وقد ذكرنا ذلك مرارًا وتكرارًا .
وفي هذا اليوم نشرت جريدة الجزيرة فتوًى صادرة عن اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية تقول مثل هذا القول: إن هذا الصائم لا يُقبل منه صومه إذا كان لا يصلّي.
أيها المسلمون، إن الصلاة أمرها عظيمٌ ليس بالهيِّن، إنه من المؤسف حقًّا أن يصوم بعض الناس ولا يصلّي وهذا قد فُرغ منه وصومه مردود عليه وليس له من صومه إلا الجوع والظمأ، وإن من الناس مَن يصوم ويصلّي ولكن يصلّي على الفرغة؛ متى استيقظ صلّى ومتى فرغ من شغله صلّى، وهذا إذا تعمّد إخراج الصلاة عن وقتها بدون عذر شرعيٍّ فإن صلاته غير مقبولة بل هي مردودة عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(22)، ومَن صلّى الصلاة خارج وقتها بدون عذر فقد فعل فعلاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فيكون مردودًا عليه .
أيها الإخوة الكرام، إنه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ينبغي للإنسان أن يُجدِّد التوبة بينه وبين ربه، ينبغي له أن يقوِّي الصلة بينه وبين الله عزَّ وجل، عسى أن يوفَّق لصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا وقيامه إيمانًا واحتسابًا فيُغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وحينئذٍ يعود بعمر جديد ويعود بأعمال جديدة؛ إنه إذا غُفر له ما تقدم من ذنبه وجَدَ له من نفسه انشراح الصدر، وطمأنينة القلب، والرضى التام، والأنس والسرور؛ لأنه واللهِ لا أنسَ ولا سرور حقيقةً إلا بطاعة الله عزَّ وجل .
أيها المسلمون، استمعوا إلى قول الله عزَّ وجل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[النحل:97].
إن الحياة الطيِّبة سرور القلب ونعيم النفس، وليست واللهِ كثرة المال، ولا كثرة الأولاد، ولا حُسن المساكن، ولا فخامة المركوب، ولكنها سرور القلب حتى قال بعض السلف: «لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لَجالَدونا عليه بالسيوف»(م)الملوك أعلى مَن يكون تنعُّمًا في هذه الدنيا ولكنهم ليسوا كالذين آمنوا وعملوا الصالحات في سرور القلب، وانشراح الصدر، وطمأنينة النفس .
أيها الناس، اغتنموا شهر رمضان بالأعمال الصالحة، كم من إنسان في المقابر يتمنّى أن يدرك رمضان لكنه لم يحصل له ! كم من إنسان شارَفَ الوصول إلى رمضان ولكن حال بينه وبينه ريب المنون ! كم من إنسان أدرك أول الشهر ولم يدرك آخره ! كم من إنسان أدرك آخر الشهر ولكنه لم يدركه بعد ذلك !
اغتنموا - أيها المسلمون - فرص الدهر، اغتنموا هذه المواسم العظيمة التي أسأل الله أن يجعل لي ولكم منها خير نصيب .
إنه بمناسبة شهر رمضان المبارك أوجِّه كلمة إلى الإخوة الذين يشربون الدخان لعلَّ الله أن يعصمهم في هذا الشهر، إنهم لن يشربوا الدخان في نهارهم فلْيتصبَّروا في ليلهم، فإذا مضى عليهم الشهر فإنه بحول الله سيزول عنهم ما كان في دمائهم من أثر هذا الدخان الخبيث ثم يسهل عليهم بعد ذلك تركه على الإطلاق إذا صحَّت النيَّة وصدقت العزيمة واستعانوا بالله عزَّ وجل؛ فإن الله - عزَّ وجل - أكرم من عبده إذا أقبل العبد إلى ربه أقبل الله إليه أكثر .
__________________

عبسي الحمديني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس