[عبسي الحمديني]

هذه القصيدة الرائعة
التى أبكت سامعيها قبل قائلها
دارت أحداثها منذ زمن بعيد بين هجر ووصال
بعد أن ترك المعشوق عاشقه
حتى انتهى به المطاف عند سلطان الهوى
ليحكم بينهما قاضي الغرام
ولكن لا أحد يعلم بما آل إليه أمرهما
فقد قيلت القصيدة لتكون بلا نهايه...
وليكتب كل منا نهايتها
فهل استمر الهجر أم عاد الوصال؟
...
..

قائلها هو الأمير أحمد بن سعيد البوسعيدي ثاني سلاطين عمان ، المتوفى عام 1196 هـ
عارضها شعراء وتغنى بها مطربون..
منهم طلال مداح ومحمد عبده ووردة ولطفي بوشناق وآخرون
ولا شك انها تعتبر من اجمل قصائد عتاب المحبين
*******

يا من هواه أعزه وأذلنـــي
كيف السبيل إلى وصالـك دلني


تركتني حيران صبّا هائمــا
أرعى النجوم وأنت في نوم هني


عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن ألا تنثني


هبّ النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني


جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتنـي


واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني


الهجر من بعد الوصال قطيعة
يا ليت قبل الهجر قد اعلمتنى


أنت الذى حلفتنى وحلفت لى
وحلفت أنك لن تخون وخنتني


لما ملكت قياد سري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني


ولأقعدن على الطريق فأشتكي
في زي مظلوم وأنت ظلمتنـي


ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبـتـنــي


ولأدعين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتنـي