عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-21, 02:20 PM   #1
عبسي الحمديني
مبرمج المستحيل
 
الصورة الرمزية عبسي الحمديني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,923
معدل تقييم المستوى: 18
عبسي الحمديني على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي فضائل القدس والمسجد الاقصى

أولاً : فضائل القدس والمسجد الأقصى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه إلى
يوم الدين وبعد ..
فإن الكلام والحديث عن المسجد الأقصى والقدس وفضائلها ومكانتها ذو شجون، ويبعث في نفوس المسلمين الأمل ويشحذ هممهم نحو أداء الواجب المنوط بهم تجاه هذه المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى العامر بأهله وأتباعه المخلصين لدينهم الغيورين على حرمات الإسلام ومقدساته، والعمل الجاد لتحريرها من الاحتلال الصهيوني الغاشم وذلك لما تحظى به هذه المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى المبارك من ذكر في القرآن الكريم وسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وما تتمتع به من قدسية وفضائل جمة في التاريخ الإنساني بعامة والتاريخ الإسلامي بخاصة.
ولما لهما من مكانة سامية توجب على المسلمين الحفاظ على قدسيتهما وعدم التفريط بذرة تراب منهما لأنهما ملك لجميع الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولأن الحديث عن القدس وبيت المقدس والمسجد الأقصى حديث شيق وعظيم النفع والفائدة في الدنيا والآخرة ويثير الشجون والحسرة والألم في قلوب المسلمين المخلصين والمؤمنين الصادقين وفي كوامن نفوسهم وذلك لما تعانيه هذه المدينة المقدسة وهذه البلاد الطاهرة من محاولات المسخ لمعالمها والتزييف للحقائق فيها وعنها من قِبل الاحتلال اليهودي ومؤسساته العسكرية والسياسية والمدنية وغيرها.

ويطيب لي أن أعرف بهذه المكانة وبفضائل هذه البقعة المباركة على النحو التالي :

أولاً التعريف بالقدس وبيت المقدس وأصل قدسيتهما

ذكر أهل اللغة وغيرهم أن معنى القُدْس والقُدُس – بسكون الدال المهملة وضمّها– هو الطهر والبركة، والتقديس هو التطهير والتبريك وتنزيه الله تعالى عما لا يليق بذاته العليّة عزّ وجلّ.

وبيت المَقْدس – بفتح الميم وسكون القاف – وكسر الدال المهملة، والبيت المُقَدَّس بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة – هو البيت المطهر الذي يتطهر فيه من الذنوب.

وأصل مكانة القدس والمسجد الأقصى من قدسية وبركة وطهارة ما ذكره الله تعالى في بدية سورة الإسراء:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُِ﴾ ] الإسراء : 1[
وفي تفسير البركة المذكورة في هذه الآية الكريمة ذكر المفسرون أن البركة حول المسجد الأقصى تقتضي باللازم أن يكون هو مباركاً ومكانه مباركاً، كما ذكروا أن معنى البركة فيه وحوله مباركته بالأنهار والأشجار والزروع والثمار ومقابر الأنبياء لأنه مقر الأنبياء وقبلتهم ومهبط الملائكة والوحي وفيه يحشر الناس يوم القيامة.

ثانياً: سبب تسمية مسجدها بالأقصى

ذكر في ذلك أقوال عدة على النحو التالي :
1- ذكر بعض المفسرين أن المسجد الأقصى سُمّي بذلك لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام.
2- وقيل: كان هذا المسجد أبعد مسجد عن أهل الأرض في الأرض يعظّم للزيارة.
3- وقيل : لبعده عن الأقذار والخبائث.
4- وروى أنه سُمّي بذلك لأنه وسط الدنيا لا يزيد شيء ولا ينقص.
قلت : والظاهر اعتبار الأقوال الثلاثة الأولى معاً في سبب التسمية دون الرابع لأن من المعروف أن مكة المكرمة ومسجدها الحرام هي مركز الأرض والمركز دائماً يكون في الوسط والله أعلم.


ثالثاً: الآيات القرآنية المنزّلة في ذكر المسجد الأقصى وبيت المقدس

ذكر المنهاجي السيوطي في الباب الأول من كتابه إتحاف الأخصا بفضائل الأقصى عدداً من الآيات القرآنية التي فيها الإشارة إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى وفضائلهما وهذه الآيات هـي:
الآية الأولى : آية الإسراء ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُِ﴾ ]الإسراء1[
قال السيوطي في تعليقه عليها : "فلو لم يكن لبيت المقدس من الفضيلة غير هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة؛ لأن الله تعالى لما أراد أن يعرج بنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم إلى سمائه جعل طريقه عليه تبياناً لفضله، وليجعل له فضل البيتين وشرفهما، وإلاّ فالطريق من البيت الحرام إلى السماء كالطريق من بيت المقدس إليها"
الآية الثانية : ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدَاً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدَاً وَقُوْلُواْ حِطَّةً نُغْفَرْ لَكُم خَطَايَاكُم وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ ]البقرة : 58[
قال السيوطي تعليقاً على هذه الآية : فلم يخصّ الله تعالى مسجداً سوى بيت المقدس بأن وعدهم أن يغفر لهم خطاياهم بسجدة فيه دون غيره إلا بفضل خصّه به.
الآية الثالثة : قول الله تعالى ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ ]الأنبياء : 71[
__________________

عبسي الحمديني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس