عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-21, 02:26 PM   #3
عبسي الحمديني
مبرمج المستحيل
 
الصورة الرمزية عبسي الحمديني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,923
معدل تقييم المستوى: 18
عبسي الحمديني على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي




الحديث الثاني : حديث البراء بن عازب رضي الله عنه : في كون بيت المقدس والمسجد الأقصى أول قبلة صلّى إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون. أخرج الإمام البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب الصلاة من الإيمان، قال : حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم إلى المدينة نزل على أجداده – أو قال : أخواله – من الأنصار ، وأنه صلّى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهراً – أو سبعة عشر شهراً – وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أوّل صلاة صلاّها العصر، وصلّى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبل مكة فداروا كما هم قِبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قِبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قِبل البيت أنكروا ذلك .وهو حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه .

وهذا الحديث يبيّن أن بيت المقدس والمسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى لمدة سنة وأربعة أشهر تقريباً حيث تم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة كما في قوله تعالى : "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي الْسَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيُنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُم فَوَلُّواْ وُجُوهَكُم شَطْرَه .." ]البقرة : 144[.
الحديث الثالث : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : في كون المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السموات العلا. أخرج الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثنا شيبان بن فرّوخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البُناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أُتيت بالبّراق – وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه – قال : فركبت حتى أتيت بيت المقدس، قال : فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، فقال جبريل – عليه السلام – اخترت الفطرة، ثم عَرَجَ بنا إلى السماء .."جزء من حديث طويل. وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه .

وهذا الحديث يبيّن مكانة المسجد الأقصى بالنسبة للمسجد الحرام وذلك من خل الربط بين هذين المسجدين المقدسين بهذه الرحلة العظيمة وهي رحلة الإسراء والمعراج التي كانت تسرية وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما كان يعانيه ويلاقيه من كفار قريش من صدّ عن سبيل الله تعالى وتكذيب له وإيذاء وتعذيب له ولأصحابه الكرام رضوان الله عليهم خاصة بعد وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب آنذاك وهما نصيراه من البشر.

وقد كان هذا الإسراء بالجسد على القول الراجح كما قال القاضي عياض : "اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل : إنما كان جميع ذلك في المنام والحق الذي عليه أكثر الناس ومعظم السلف وعامة المتأخرين من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين أنه أسري بجسده صلى الله عليه وسلم، والآثار تدل عليه فيحتاج إلى تأويل".

ومعنى البّراق : بضم الباء الموحدة هو اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، واشتق البراق من البرق لسرعته، وقيل : سمي بذلك لشدة صفائه وبريقه وتلألئه، وقيل : لكونه أبيض. وقال القاضي عياض : "يحتمل سمّي بذلك لكونه ذا لونين يقال : شاة برقاء إذا كان في خلال صوفها الأبيض طاقات سود ، ووصف في الحديث بأنه أبيض وقد يكون من نوع الشاة البرقاء وهي معدودة في البيض.

معنى الحلقة : هي حلقة باب المسجد الأقصى ببيت المقدس التي كانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تربط بها. وذكر النووي أن في ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب وإن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله تعالى.

الحديث الرابع : حديث أبي هريرة رضي الله عنه : في إمامة النبي صلى الله عليه وسلم إخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في المسجد الأقصى في رحلة الإسراء والمعراج. أخرج الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال قال : وحدثني زهير بن حرب حدثنا حُجَين بن المثنى حدثنا عبد العزيز – وهو ابن أبي سلمة – عن عبد الله بن الفضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط. قال : فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم – يعني نفسه – فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل : يا محمد هذا مالك صاحب الناس فسلّم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام". وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه .

وهو حديث يبيّن مكانة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بين إخوانه الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – حيث كان إمامهم في المسجد الأقصى في رحلة الإسراء والمعراج مما يدلّل على أن لرسالته شأناً عظيماً وفيه الإمامة لكل الرسالات السماوية.
الحديث الخامس : حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه : في كون بيت المقدس والمسجد الأقصى أحد الأماكن التي أنزلت فيها النبوة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. أخرج الإمام يعقوب بن سفيان البَسَوي في تاريخه قال : حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا عُفير بن معدان عن سُليك بن عامر عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أُنزلت عليّ النبوة في ثلاثة أمكنة : بمكة وبالمدينة وبالشام". وهو حديث أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق. وهو حديث ضعيف، ولكنه يصلح للاحتجاج به في فضائل الأماكن
__________________

عبسي الحمديني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس