2010-08-21, 02:29 PM
|
#4
|
مبرمج المستحيل
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,923
معدل تقييم المستوى: 18
|

وهذا الحديث يبيّن أن الشام إحدى الأماكن التي نزلت فيها النبوة على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بالشام هنا في هذا الحديث – والله أعلم – بيت المقدس حيث أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إليه من مكة المكرمة وعرج به منه إلى السموات العلا، ومن ثم تعد هذه الحادثة – وهي الإسراء والمعراج – من صميم النبوة.
الحديث السادس : حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : في أن الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة في غيره ما عدا المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المشرفة. أخرج الحافظ أبو بكر البزار في مسنده قال : حدثنا إبراهيم بن جُمَيل حدثنا محمد بن يزيد حدثنا سعيد بن سالم القدّاح حدثنا سعيد بن بشير عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة"، ثم قال البزار : لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا بهذا. وهو حديث حسن.
الحديث السابع : حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما : في أن فضل الصلاة في المسجد الأقصى يأتي بعد فضل الصلاة في المسجد النبوي الشريف. أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال : حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جُريح أخبرني عطاء أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أو عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الأقصى". وهو حديث صحيح أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده.
الحديث الثامن : حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : في فضل الصلاة في المسجد الأقصى، وأن ذلك الفضل يتمثل في أن من صلّى فيه خرج من ذنوبه وخطاياه كيوم ولدته أمه. أخرج الإمام أحمد بن حنبل في المسند قال : حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري حدثنا الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي قال : دخلت على عبد الله بن عمرو وهو في حائط له بالطائف يقال له : الوهط، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن سليمان بن داوود عليه السلام سأل الله ثلاثاً فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون الثالثة؛ فسأله حكماً يصادف حكمه فأعطاه الله إياه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله عزّ وجل قد أعطاه إياه". وهو حديث صحيح.
الحديث التاسع : حديث ميمونة رضي الله عنها – وهي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم – في الحث على إتيان بيت المقدس ومسجدها الأقصى وإكرامه بالصلاة فيه أو بإرسال الزيت للإسراج في قناديله وإضاءتها. أخرجه الإمام أبو داوود السجستاني في سننه كتاب الصلاة باب السرج في المساجد قال : حدثنا النّفيلي ثنا مسكين عن سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة – مولاة النبي صلى الله عليه وسلم – أنها قالت : يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس، فقال : "ائتوه فصلّوا فيه – وكانت البلاد إذ ذاك حرباً – فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله". وهو حديث صحيح.
الحديث العاشر : حديث أبي سعيد الخدري وغيره من الصحابة رضي الله عنهم في حث النبي صلى الله عليه وسلم على شد الرحال والمُطي إلى المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى في بيت المقدس. أخرج البخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب مسجد بيت المقدس قال : حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت قَزْعة مولى زياد قال سمعت أبا سعيد رضي الله عنه يحدث بأربع عن النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبتني وأنقتني قال : "لا تسافر امرأة يومين إلاّ معها زوجها أو ذو محرم، ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى، ولا صلاة بعد صلاتين : بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب، ولا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي". وهو حديث صحيح متفق عليه .
معنى "لا تُشد" قال ابن حجر العسقلاني في الفتح : "بضم أوله بلفظ النفي، والمراد النهي عن السفر إلى غيرها. قال الطيبي : وهو أبلغ من صريح النهي كأنه قال : لا يستقيم أن يُقصد بالزيارة إلاّ هذه البقاع لاختصاصها بما اختصت به، والرحال بالمهملة جمع رحل وهو للبعير كالسرج لفرس، وكنّى بشد الرحال عن السفر لأنه لازمه وخرج ذكرها مخرج الغالب في ركوب المسافر وإلاّ فلا فرق بين ركوب الرواحل والخيل والبغال والحمير والمشي في المعنى المذكور". قلت : ولا فرق كذلك بين الرحال المذكورة في الحديث وبين وسائل المواصلات الحديثة كالسيارة والطائرة والباخرة وغير ذلك.
|
|
|