عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-21, 02:30 PM   #5
عبسي الحمديني
مبرمج المستحيل
 
الصورة الرمزية عبسي الحمديني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,923
معدل تقييم المستوى: 18
عبسي الحمديني على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي


سبب تفضيل هذه المساجد الثلاثة والصلاة فيها على غيرها : قال الإمام النووي في هذا المعنى : "فيه بيان عظيم فضيلة هذه المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – ولفضل الصلاة فيها لو نذر الذهاب إلى المسجد الحرام لزمه قصده لحج أو عمرة ولو نذره إلى المسجدين الآخرين فقولان للشافعي: أصحهما عند أصحابه يستحب قصدهما ولا يجب، والثاني : يجب وبه قال كثيرون من العلماء، وأما باقي المساجد سوى الثلاثة فلا يجب قصدها بالنذر ولا ينعقد نذر قصدها، هذا مذهب العلماء كافة إلاّ محمد بن مسلمة المالكي.
وقال الحافظ ابن حجر : "وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء، ولأن الأول قبلة للناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السابقة، والثالث أسس على التقوى.

الحديث الحادي عشر : حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم – في فضل الإهلال والإحرام بالعمرة أو الحج من المسجد الأقصى ببيت المقدس. أخرج الإمام ابن ماجة في سننه كتاب المناسك باب من أهل بعمرة من بيت المقدس قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني سليمان بن سُحَيم عن أم حكيم بنت أمية عن أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أهلّ بعمرة من بيت المقدس غُفر له". وهو حديث ضعيف لكنه يعمل به في فضائل الأماكن.
معنى "أهلّ" أي أحرم بنية الحج أو العمرة، وأصل الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في الحج أو العمرة.
وهذا الحديث يبيّن أن الإحرام بالحج أو العمرة من بيت المقدس أو المسجد الأقصى له أجر عظيم عند الله تعالى لما له من فضل ومكانة، ولما فيه من المشقة والعنت مما يؤدي إلى مغفرة الذنوب ودخول الجنة لأن الأجر بقدر المشقة.

هذا وقد قام بعض الصحابة الكرام والتابعين وغيرهم من العلماء بالأخذ بهذا الحديث فأحرموا وأهلّوا من بيت المقدس مثل : عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي أحرم وأهل من إيلياء – أي بيت المقدس – عام حكم الحكمين – يعني حكم عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم سنة 37 هـ وقيل : سنة 39 هـ وقيل : سنة 40هـ - فيما رواه عنه الحافظ والبيهقي في سننه الكبرى بسنده إليـه.

ومثل أم حكيم حكيمة بنت أميّة السّلمية رحمها الله – راوية الحديث عن أم المؤمنين أم سلمة – حيث ركبت عند سماعها هذا الحديث إلى بيت المقدس حتى أهلّت منه بعمرة – فيما رواه عنها بسنده إليها غير واحد.
ومثل وكيع بن الجراح رحمه الله الذي قال عنه أبو داوود السجستاني بعد روايته لهذا الحديث : "يرحم الله وكيعاً أحرم من بيت المقدس يعني إلى مكة" .

لحديث الثاني عشر : حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه : في الحث على الرباط والسكنى في بيت المقدس أو أي مكان من سواحل الشام وإن ذلك الرباط يعد جهاداً في سبيل الله تعالى إلى يوم القيامة. فقد ذكر القاضي أبو اليمن مجيز الدين الحنبلي في كتابه الأنس الجليل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا معاذ إن الله عزّ وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة". والحديث له شاهد صحيح من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عند الطبراني في معجمه الكبير.

الحديث الثالث عشر : حديث ذي الأصابع – وهو ثوبان بن يَمْرُد التميمي – رضي الله عنه – في حث النبي صلى الله عليه وسلم لذي الأصابع على سُكنى بيت المقدس والصلاة في مسجدها الأقصى. أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال : حدثنا أبو صالح الحَكَم بن موسى قال : حدثنا ضَمْرَة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء عن أبي عمران عن ذي الأصابع قال : قلت: يا رسول الله إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال : "عليك ببيت المقدس فلعله أن يُنشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون". وهو حديث ضعيف لكنه يعمل به في فضائل الأماكن

الحديث الرابع عشر : حديث أبي أمامة الباهلي – صديّ بن عجلان رضي الله عنه – في بيان أن الطائفة المنصورة ببيت المقدس وما حولها من بلاد الشام. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : وجدت في كتاب أبي بخط يده : حدثني مهدي بن جعفر الرملي حدثنا ضمرة عن السيباني – واسمه يحيى بن أبي عمرو – عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرّهم من خالفهم – إلا ما أصابهم من لأواء – حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا : يا رسول الله وأين هم ؟ قال : "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". وهو حديث صحيح.

ومعنى "اللأواء" أي الشدة وضيق المعيشة، ومعنى "أكناف بيت المقدس" : أي نواحيها وما حولها. ومعنى "أكناف بيت المقدس" أي المدن والقرى والضواحي المحيطة بها، وقيل : هي فلسطين، وقيل : بلاد الشام.
__________________

عبسي الحمديني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس