منتدى ليبياأرس منتدى ليبياأرس منتدى ليبياأرس

العودة   منتدى ليبياأرس > أقســـــام مخـتـلـفـــــة > مواضيع إسلامية عامة

مواضيع إسلامية عامة القرآن الكريم - السنة - أحاديث - شريعة - فقه - إسلاميات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 2010-06-06, 06:27 PM   #1
مسك الليل
رابد ابتدائي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 15
معدل تقييم المستوى: 0
مسك الليل على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي علم الرؤية 2

ما قبل التجربة
فرضت عليّ ظروف حياتي أن أقوم باستئجار غرفة لي ولأمي لدى شاب يعمل خارج بلده ، وكان بيته خالياً . حدث ذلك مع بدء الدوام الجامعي لي وكنت طالباً مستجداً أدخل الجامعة لأول مرة .
كان يومي موزعاً بين عمل صباحي ، ثم أذهب بعدها إلى الجامعة ، وهناك بعد أن تنتهي المحاضرات كنت أدخل المكتبة فلا أخرج منها حتى تغلق أبوابـها .
ومع مطلع السنة الثانية ، عاد ذلك الشاب إلى بلده ، ليستقر ويتزوج . وعبثاً حاولت أن أجد غرفة بديلة عن غرفته ، كي يتمكن من الزواج في بيته فلم أجد .
كانت مشكلة السكن تتفاقم باستمرار ، فهناك بيوت خالية كثيرة معروضة للبيع ، ولكن ليس هناك غرفة واحدة معروضة للإيجار .
كل ذلك كان خوفاً من أن المستأجر يحميه القانون فلا يستطيع المؤجر أن يخليه من بيته . أمام وضع اجتماعي كهذا ، لم يكن أمامنا من خيار إلا أن نبقى في البيت . ولم يبق أمام صاحب البيت من خيار له ، إلا أن يتزوج قانعاً مضطراً لبقائنا أنا وأمي .
لم يمض على زواجه أسبوعان حتى تعرضت زوجته لحريق من ماء حار جداً ، اندفع عليها ـ وهي منحنية ـ من صفيحة موضوعة فوق نار الغاز وهي تغلي ، فانسكب الماء الحار على مؤخرة رأسها ثم رقبتها ليغطي ظهرها كله .
صُنّف حريقها من الدرجة الثالثة ، وأوشكت على الموت . وبعد علاج طويل في المستشفى خرجت سليمة . ومع الأيام بدأت تعود إلى طبيعتها .
كانت أمي تمنحها كل رعاية وعطف ، وتقوم بخدمة البيت أثناء غيابـها لكونها تعمل مدرِّسة في وزارة التربية ، وفي هذه الأثناء تم التعرف على عائلتها المكونة من أمها وأخت لها تصغرها بسنتين . ثم أخذت العلاقة بـهذه العائلة تشتد أكثر فأكثر ، ومن خلال ذلك كانت هناك ظواهر تدعو للاستغراب . فالبنتان لا يعرفان أباهما منذ طفولتهما ، ويجهلان إن كان والدهما حياً أو ميتاً .
ثم إن هذه الفتاة الأصغر سناً من أختها ، كانت قد تعرضت لحادث مروري من دراجة نارية ، كانت من الشدة أنها خضعت لعمليات جراحية كانت آخرها وهي في سنّ الرابعة عشر عملية تم فيها استئصال الرحم لها .
وكانت لا تزال تعاني ـ وهي تناهز الخامسة والعشرين في ذلك الوقت ـ من مرض عصبي نتيجة لذلك الحادث ، بحيث كانت وهي تسير تتوقف لثوان فجأة ، فإذا ما كانت تحمل أوانٍ سقطت من يدها .
ثم تبين لي أن هذه العائلة ثرية ، ومصدر ثرائها أن أم الفتاتين تعيش في بيت في مكان معروف في دمشق ، والبيت عبارة عن بيت عربي دمشقي قديم من طابقين ، ويعيش معها ثلاثة أخوة ذكور ، أكبرهم سناً تزوج ولم ينجب . وغادر بيت أخته إلى غيرما رجعة .
أما أصغرهم سناً فقد امتد به العمر إلى التسعين عاماً ، ومات وهو أعزب أيضاً .
كان هؤلاء الأخوة تجاراً معروفين بمكانتهم وسمعتهم ، ويبدو أن كثيراً من العائلات قد عرضت فتياتها على هؤلاء الاخوة الذين عرفوا بصلاحهم وعفتهم ، ومع ذلك لم يوافقوا على الزواج منهن .
ومن الواضح أن عدم زواج هذين الأخوين الأوسط والأصغر عائد إلى أن المرأة التي كانت مكلفة بأن تقوم بزيارة العائلة التي تريد أن تمنح ابنتها لأحدهما كانت أختهما . وفي كل مرة كانت أختهما تضع في الفتاة أو في عائلتها عيباً منفٍّراً ، فيصرف أحدهما النظر في موضوع الخطبة .
ومع تنامي هذه العلاقة العائلية ، بدأت تلوح في الأفق ، الرغبة في أن أتزوج الأخت الأصغر . ثم أصبحت هذه الرغبة عرضاً مباشراً فيه إغراء مالي كبير .
وعلى الرغم من أنني لم يكن لدي اعتراض على الفتاة لا من الناحية الجمالية ، ولا بسبب عرضهم المالي ، إلا أنني وجدت ظاهرة تبعث على الرفض ، وعدم الرضا ، لأسباب عدة أهمها أن الفتاة كانت تكبرني بسنتين ، وأنها ليست مؤهلة للإنجاب ، وثالثاً لكون أخوالها كلهم لم ينجبوا . وبدأت أُحمّل المسؤولية في ذلك كله لهذه الأم .
فهي التي تقف وراء عدم زواج أخويها بغية أن تستحوذ على مالهما ، وكنت أرى أن موقفاً كهذا من أخت تجاه أخويها أمر شاذ غير مألوف . فما من أخت إلا ويسعدها أن ترى إخوتها متزوجين .
ثم شعرت أن شكوكي هذه لها ما يبررها ، وذلك عندما عرضت البنت الكبرى رغبتها في زواجي من أختها قائلة : إن أختي تملك جهاز عروس كاملاً من أثاث إلى لباس إلى مجوهرات . لقد كانت مخطوبة من قبل ، وفي ليلة زفافها ، وعندما حضر أهل العريس ليأخذوها ، افتعلت أمها سبباً تافهاً لهم ورفضت بإصرار منحهم إياها .
أمام حقائق مخيفة عن أم كهذه ، دفعني إلى إعلان رفضي تماماً لتحقيق هذا الزواج . لكن ظاهرة أخرى أشد خطورة بدأت تظهر أمامي . فهذه المرأة التي كنا نسكن عندها أصبحت مختلفة في سلوكها عما كانت عليه قبل الحرق ، وعما أصبحت عليه بعده . كانت من قبل ترتدي طقماً من قطعتين هما تنورة طويلة وجاكيت وتضع على رأسها إيشارباً أبيض محجباً ، وتذهب إلى عملها بهذا الزي دائماً .
لكنها بعد الحرق ، أصبحت ترتدي جلباباً وفوقه عباءة سوداء ، وتغطي رأسها بإيشارب أبيض محجب وتضع فوقه منديل سميك يغطي وجهها تماماً .
ولا بد أن يكون مظهر كهذا دليلاً على استغراقها في التدين . لكنها كانت عندما تأتي من عملها تخلع ملابسها هذه ، متجنبة أي نوع من أنواع الحشمة . ثم بدأت تظهر منها حركات مريبة ، فيها شيء غير قليل من الإغراء ، وخاصة إذا كانت أمي غير موجودة ، وإذا كان زوجها غائباً .
أمام دعوة مفتوحة كهذه لم يكن أمامي من خيار إلا أن أخرج من البيت باكراً وألا أعود قبل منتصف الليل .
فإذا ما حدث أن كان هناك يوم عطلة ، جلست في غرفتي مغلقاً بابـها ، وقد جعلت في جزء منها مكاناً شبيهاً بمطبخ صغير ، حتى لا أحتك بـها في مطبخها .
وأمام هذا التناقض في شخصيتها كانت حيرتي تزداد ، فهي في مظهرها خارجاً متدينة شديدة التدين ، وهي في بيتها ومع وجود رجل غريب عنها متحررة تماماً من أية قيود .
لقد كنت شاباً يملك الغريزة الجنسية الملحة ، لكنني كنت أحمل إرثاً دينياً ربما لم تكن شدته اليوم بالمقدار نفسه الذي كنت عليه من قبل . ومع ذلك فإنني لا أستطيع أن أرمي به كله أمام نزوة جنسية عابرة .
ثم إن هذا الرجل الذي أسكن عنده قد آواني أنا وأمي وأحسن إلينا ، ومما لا يقبله عقل أو ضمير أن أرد عليه إحسانه بأن أخونه في زوجته .
وإذا كنت قد وجدت حلاً من وجودي في البيت نهاراً ، فكيف لي أن أجد حلاً لغرائزي التي تلح علي ليلاً ؟
واخترعت حلاً جديداً وجريئاً لهذا الموقف ، وهو أن ألجأ إلى كتابة الشعر مفتعلاً موقفاً في ذهني ، وصابّاً طاقتي كلها في التعبير الشعري عن هذا الموقف ، مانحاً قدرتي على التخيل أقصاها ، وصارفاً ذهني تماماً عن أية رغبات جنسية تراودني . إنني لا أريد من خلال تحليل لهذا الموقف الذي كنت أعانيه ، أن أبرز نفسي على أنني شاعر .
صحيح أن لديّ مجموعة من القصائد ، ولكنني ما كتبتها لكي أصبح شاعراً ، وإنـما لأنها كانت الفرصة المتاحة لي لكي أصعّد غرائزي في اتجاه أسمى بكثير من رغبة مؤقتة ، ونزوة عابرة .
هذه الحال التي وصفتها بدقة وأمانة ، لازمتني لخمس سنوات متتالية ، ولكنها عندما أدركت أنني لست ذلك الشاب الذي يحقق لها رغبتها ، بدأت تناصبني وأمي العداء .
وكانت لها قدرة عجيبة على افتعال موقف ما يثير مشكلة مع زوجها ، بغية طردنا من البيت . ولم يكن أمامنا من حل إلا أن نهرب من البيت صباحاً ، فأنا أذهب إلى عملي ، ثم فيما بعد إلى قطعتي العسكرية؛ وأمي تذهب إلى بيت أخيها ، أو إلى بيت من بيوت الجيران .
لقد حاولت أكثر من مرة ـ أثناء فترة غوايتها ـ أن أنبّه زوجها إلى ضرورة أن تكون زوجته أكثر حشمة وخاصة إذا كنت موجوداً ، وفي كل مرة كان يرد علي قائلاً : إنها مثل أختك ، وأنا أعتبرك أخاً لها .
إجابة كهذه منه كانت تزيد من حنقي عليه ، وكنت أتساءل : أين رجولتك ؟ وأين غيرتك على عرضك ؟
وبدأت أشعر أنه رجل مسلوب الإرادة ، وهو معها ضعيف الشخصية ، فرغباتها أوامر ، وإشارتها تنفيذ .

الزواج
عدت إلى عملي بعد انتهاء خدمتي العسكرية ، وكان لي صديق عزيز على قلبي ، أُصيب بمرض السرطان ، ولشدة محبته لي طلب مني أن أمضي معه أيامه الأخيرة .
وكنت أرغب أن أرتبط معه برباط دائم سواء كان حياً أم ميتاً ، ففاتحته بخطبة أخته وكانت آخر فتاة عندهم وأصغر أخواتها سناً ، فوعدني خيراً .
مرت إحدى وعشرون ليلة على خدمتي له ليلاً ونهاراً ، وقد قام لفيف من أصدقائي الأطباء بالإشراف عليه مجاناً محبة لي .
وصباح يوم وفاته جمع أهله وقال لهم : لي وصية واحدة هي أن تمنحوا أختي زوجة له . توفي الشاب ـ رحمه الله تعالى ـ بين يديّ ، فقمت بما يقتضيه الواجب في مناسبة كهذه . لكنني فوجئت أن الوصية التي أوصى بـها ، إنـما فهموا نقيضها ، فناصبوني عداء سافراً ورفضاً مطلقاً ، وكان ذلك أمراً يثير دهشتي حقاً .
لقد كنت ألمس منهم قبل وفاته وأثناءها ترحيباً حاراً هو الذي دفعني إلى أن أرد على ذلك بخدمة ابنهم ، ولو كنت أعلم عدم قناعتهم بي لما أقدمت على خطبة هذه الفتاة . لقد كان موقفهم غير مبرر إطلاقاً . وانقلبوا ما بين يوم وليلة من محبة مطلقة إلى عداء مطلق .
من يستطيع وقتذاك أن يجد مبررات عقلية مقنعة لموقف متناقض بين يوم وليلة ؟ لكنني اليوم ـ والقارئ معي ـ أستطيع أن أجد المبرر العقلي لكل هذا ، بعد أن تستوفي هذه التجربة التي توشك على البدء شروطها .
ولكنني لا بد لي من أن أبين أن زواجي من تلك الفتاة قد تم برغبتها وبإصرارها . وكان لا بد لي من البحث عن بيت أتزوج فيه ، فقدم لي أحد أصدقائي بيتاً مؤقتاً ، فخرجت أنا وأمي من تلك الغرفة في ذلك البيت معتقداً أن المعاناة التي عشتها فيه قد ولت إلى غير رجعة .
لكنني فوجئت في ليلة زفافي ولأسبوع بعدها أنني مسلوب الرجولة ، وأنني لا أملك تلك القوة الجنسية التي كانت تجتاحني من قبل .
مَن فعل هذا ؟ ومَن له هدف فيه ؟ إجابات ستأتي فيما بعد .
مسك الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd